نادي فرحة وابتسامة الأول 2005

النادي الصيفي فرحة وابتسامة الأول - جاءت فكرة إنشاء جمعية أيدي جيل المستقبل في ظل ظروف صعبة يعيشها الشعب الفلسطيني، حيث تتعرض مدنه وقراه ومخيماته للحصار، والاجتياح، والقتل، والاعتقال، والهدم، والتشريد، مما انعكس سلبا على مختلف المناحي، حتى كادت تتوقف عجلة الحياة. وقد وضعت الجمعية أهدافا عديدة سعت وستسعى جاهدة لتحقيقها، ومن أهم تلك الأهداف تلمس مواطن المعاناة بين أبناء شعبنا، والكشف عن أساليب ووسائل تسهم في لملمة الجراح النازفة، والعزف على أوتار الحياة التي نريدها نحن لأهلنا، لا الحياة التي يشكلها المحتل لشعبنا، فوجدت الجمعية النشاطات المتنوعة، والمخيمات الصيفية من أفضل الوسائل القادرة على تحقيق الأهداف، وتلبية الرغبات، وتلمس الاحتياجات، وكشف المواهب، والقدرات. وبما أنّ الأطفال هم الفئة الأكثر تضررا من تلك الأحداث، حيث حرمهم الاحتلال الفرحة، وخطف من على شفاههم الابتسامة، واغتصب منهم طفولتهم، حيث البراءة، والسعادة، والانشغال بألعاب تتناسب مع فئاتهم العمرية، وتتناغم مع طبيعة مرحلتهم، فغدت مشاهد الأشلاء، والدماء، وأصوات الرصاص، والمدافع، وما تطلقه الطائرات صورا تعيش معهم حتى في منامهم. ومن هذا المنطلق وضعت الجمعية نصب عينيها التخفيف أبناء هذا الشعب، خاصة عن فئة الأطفال، من بين فئات المجتمع الفلسطيني، لإدراكها أهمية هذه الفئة، وضرورة تنشئتها بشكل سليم، حتى تغدو قادرة على تحمل مسؤولياتها في المستقبل، ولتصبح واعية لما يدور حولها من أحداث، وأزمات ومن هنا جاءت فكرة المخيمات الصيفية، وتبلورة فكرة أول نشاط يهتم بالأطفال، ويخفف عنهم معاناتهم، قكانت فكرة إقامة المخيم الصيفي الأول للجمعية "فرحة وابتسامة". وقد أقيم هذا المخيم بتاريخ 1/8/2005 في متنزه العائلات في مدينة نابلس، حيث شارك فيه chfخمسمائة طفل من مدينة نابلس، وقرية الجنية القريبة منها، وبتمويل من واحة السلام، وأصدقائنا في فرنسا، وقد استمرت فعاليات المخيم مدة عشرة أيام. وبما أنّ الجمعية تعتمد في نشاطاتها على فئة الشباب، وأعمالهم التطوعية لإدراكها أن الشاب هم الأكثر قدرة على العطاء، فقد شارك في هذا المخيم خمسة وثلاثون متطوعا، قدموا جهدهم، ووقتهم، واحتملوا مشاق العمل، وشاركوا الأطفال في نشاطاتهم، ووفروا لهم أجواء إيجابية مكنت أطفالنا من تقديم أفضل ما لديهم، فكان الشباب المتطوعون المظلة التي وجد من خلالها الأطفال المشاركون الراحة النفسية، والوعاء الذي فرغوا فيه طاقاتهم المكبوتة، وعبروا من خلالها عن ذاتهم، ومشاعرهم. وقد اشتمل المخيم الصيفي " فرحة وابتسامة" على نشاطات عديدة جلبت اهتمام الأطفال، وكانت متنفسا لهم، ومن تلك النشاطات الألعاب الرياضية المختلفة التي تتناسب مع طبيعة مرحلتهم، والنشاطات الفنية، والمسابقات الثقافية التي نمّت معرفتهم، واهتمت بقضايا وطنهم، وكذلك اللوحات التي كشفت عن مواهب عديدة لديهم. وقد كشفت تلك النشاطات ملامح إبداعية يمتلكها الأطفال، وكشفت أنظار القائمين على المخيم عن خامات كامنة يمكن أن تكون رموزا فنية فيمختلف المجالات، خاصة في مجالات التعبير عن واقع الأطفال، ومأساتهم التي يعيشونها. وبما أنّ المخيم مثّل محطة كشف لكثير من الإبداعات، ومكانا يعبر فيه أطفالنا عن ذاتهم، وقناة للتخفيف من معاناتهم، ونافذة نصنع من خلالها مستقبلا أفضل لهم فقد قررت الجمعية العمل على استدامة مثل تلك المخيمات، والعمل على تطويرها، وتوسيع نشاطاتها، وإقامتها في مناطق متنوعة، وأماكن مختلفة في رحاب وطننا العزيز، لنرقى بأطفالنا، ونخفف آلاما صنعها المحتل، وكونتها الظروف القاسية.


طباعة