حكاية وطن - جولة الخليل وبيت لحم

استكمل برنامج "حكاية وطن" سرد حكايات و تاريخ الأماكن الفلسطينية العريقة على مسامع المشاركين لتحكي لنا عن مدينتي الخليل و بيت لحم في جولتها السادسة التي نظمتها جمعية أيدي جيل المستقبل( برعاية سوبر لينك للأجهزة الكهربائية الوكيل الحصري لشركة posh Mobile ) يوم السبت الموافق 22-4-2017 في إطار مشروع "حكاية وطن" ضمت الجولة 50 مشارك/ة.

استقر كل منا على مقعده بالحافلة ليسرح بخياله في أجواء الطبيعة الساحرة بين سعادة لرؤية مثل هذه المناطق و حزن لأنها حقنا لكنها ليست لنا و لا نملك سوى تاريخها القديم , قاطع المرشد شرود المشاركين و بدأ بالتحدث عن القرى التي جاورتنا بالمسار و علق المرشد بحزن " مشكلتنا إننا نستسلم أحيانا , فنشعر و كأن هذه القرى و المناطق ليست لنا ,فنكتفي بمشاهدتها ننبهر بها و نمتدح و نتقبل أننا غرباء"

ابتعدنا قليلا عن هذه القرى و صولا إلى "حاجز الكونتينر " الذي يفصل بيت لحم و الخليل عن وسط الضفة الغربية و شمالها ,و يصف معاناة المواطنين الفلسطينيين في التنقل بين أرجاء الضفة ,بعد اجتياز الأزمة الخانقة على هذا الحاجز و حالة الإرباك التي عمت الحافة تبددت المخاوف و أكمل المشاركون الجولة إلى الخليل .

حطت الحافلة رحالها في مدينة الخليل لتبدأ الجولة بزيارة "شركة رويال "لأخذ جولة في أرجائها و التعرف على مثل هذه الشركة التي أثبتت أن الصناعة الفلسطينية يمكن لها أن تخترق الحدود و ترتقي لتعزيز مكانتها بما يتناسب مع التوجهات المحلية والإقليمية و العالمية .

إلى منطقة أكثر اكتظاظا و بهجة و روائح البخور و أصوات البائعون و محلات السكاكر و الحلويات و الزبيب و الدبس و القطين وصل الجوالة البلدة القديمة بالخليل ليستنشقوا عبق التاريخ الأصيل و يشاهدوا جمال الخليل القديمة بين أسواق قديمة و قطع أثرية وتراثية شهدت عليها عصور قديمة و أيدي فلسطينية صنعت و حاكت هذه المنتجات و القطع , و بيوت قديمة متلاصقة يلتصق بيت كل عربي ببيت مستوطن و يفصل بينهم سياج شائك فقط , حيث يعيش حوالي 500 مستوطن إسرائيلي في قلب البلدة القديمة بحرية كاملة وسط انتهاكات لحقوق السكان الأصليين , و بين كل متجول عربي فلسطيني في البلد القديمة أكثر من مستوطن يمارسون حياتهم الطبيعية في أرض ليست لهم و يفرضون سيطرتهم بالقوة على السكان الأصليين الفلسطينيين . 

وصلنا إلى الحرم الإبراهيمي و أدى المشاركون الصلاة و التقطوا الصور للوحات الفنية و الزخرفات الإسلامية المنقوشة على جدران الحرم الإبراهيمي .

و بعد استراحة قصيرة للغداء , استكمل المسير إلى بيت لحم مغادرين مدينة الخليل ,وصولا إلى كنيسة المهد , و علق المرشد " للكنيسة أهمية خاصة في قلوب المسيحيين بمختلف الطوائف ,فالإضافة إلى مكانتها التاريخية فهي أيضا تحمل مكانة دينية خاصة ,فقد شيدت الكنيسة في نفس المكان الذي ولد فيه المسيح , وتضم ما يعرف بكهف ميلاد المسيح ,و هو المكان الذي وضع فيه بعد مولده " و شاهد المشاركون داخل كنيسة المهد مكان مولد المسيح و بعض الطقوس للمسيحيين في إشعالهم للشموع و صلاتهم في الكنيسة .

و في بيت لحم هنالك كانت نهاية جولتنا ,و لكن سؤالاَ و علامات تعجب و حزن تلوح في العقول : أين مدننا و قرانا و مخيماتنا الفلسطينية ؟ هل ستعود لنا أم سنغدو كالغرباء في أرضنا ؟

و في ختام الجولة علق رئيس الهيئة الإدارية ماجد طبيلة " بهمة شبابنا سوف نعود يوما إلى موطننا, و سنصلي إن شاء الله تعالى في رحاب المسجد الأقصى و الحرم الابراهيم , وستعود فلسطين حرة عزيزة شامخة من بحرها الى نهرها "

 


طباعة