حكاية وطن

كلمة الوطن تضم بضعة أحرف صغيرة، لكنها تحمل معانٍ كبيرة... فالوطن هو ذاك المكان الذي يحتضن المواطن، ويحتضنه المواطن في قلبه. مهما ابتعدنا عن الوطن إلا هناك علاقة لا يمكن فصلها بين الوطن وأبنائه، فهو الانتماء والهوية.
عُرف الشعب الفلسطيني بحبه لوطنه وبمقدار التضحيات التي قدمها لفلسطين، رغم كل الظروف القاسية التي مرت به، وخضوعه تحت وطأة الاحتلال الذي يحاول عبثاً طمس الهوية الفلسطينية. وقد عبّر الشعب الفلسطيني عن حبه وانتمائه لفلسطين بمختلف الأشكال، كالقصائد، والأسماء الوطنية التي يطلقوها على أطفالهم، والتشبّث بالأرض أمام الضغط السياسي والاقتصادي الممارَس عليهم من قبل الاحتلال .
جاءت فكرة برنامج "حكاية وطن" لتعزيز الانتماء الوطني لدى الشباب وتنويع أشكاله وصوره، وزيادة المعرفة الجغرافية لدى الشباب الفلسطيني بوطنهم، في ظل العراقيل التي يضعها الاحتلال وتقسيمه للمناطق الفلسطينية والسيطرة على الطرق الداخلية وإغلاق كثير منها أمام المواطن صاحب الأرض.
تبنّت الجمعية فكرة "حكاية وطن" للمساهمة في تعريف فئة الشباب الفلسطينيين على المدن والمعالم الأثرية والسياحية وتاريخ هذه الأماكن وما يميزها من قيمة سياحية فلسطينية، وما تحويه من معالم تم طمسها على مر الزمن، وتعزيز لغة الحوار الثقافي وتبادل الخبرات والمعرفة، وتمكينهم من التعريف بهذه المناطق بطريقة مهنية. ويركز البرنامج على فئة الشباب لأهميتها في  المجتمع  وضرورة استثمار طاقاتهم وقدراتهم بما يعود عليهم وعلى المجتمع بالمنفعة و الفائدة، و تنمية قدرات المشاركين في  مكونات التفكير المنهجي كالملاحظة والمقارنة والاكتشاف وإعداد التقارير .
يرتكز البرنامج على القيام بجولات للتعرف على أماكن ومناطق مختلفة في فلسطين، وتساهم هذه الجولات في شحذ همم الكبار والصغار بحتمية التحرير والعودة، وتجديد للأمل في النفوس بأن الأبناء والأحفاد متمسكون بفلسطين التاريخ والجغرافيا والتراث والحضارة. فالجولات هي أقصر الطرق لتعزيز الثقافة الوطنية والتراث الفلسطيني في المجتمع وترسيخ قيم القوة والعزة و الكرامة في عقول الشباب وأفئدتهم. كما يشتمل البرنامج على نشاطات متعددة إلى جانب الجولات، مثل المعارض واللقاءات الشبابية التي تساهم بنقل صورة حضارية للشباب الفلسطيني وتعرف الأخرين بثقافة الشعب الفلسطيني وتراثه الأصيل قضيته العادلة.
Image

طباعة